يعتبر تصميم الإضاءة المعمارية أحد مجالات الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي مع الهندسة الكهربائية التي تُعنى بتصميم وتطبيق أنظمة الإضاءة ضمن المنشآت السكنية والتجارية والصناعية. إن تصميم الإضاءة المعمارية يمكن أن يؤثر بشكل كامل على شكل المكان ووظيفته، وهو عنصر حاسم إما يساعدنا على الشعور بالراحة والارتباط، أو يجعل المكان غير مريح بالنسبة لنا.
كغيره من أنواع التصميم الداخلي، يعتمد تصميم الإضاءة المعمارية على مجموعة من العوامل ليتم تطبيقه بأفضل شكل ممكن. وتأخذ هذه العملية في الحسبان:
يتم الاعتماد في تصميم الإضاءة المعمارية على الاستخدام المطلوب وعلى التفاصيل المعمارية التي يسعى المصمم ومالك العقار لإبرازها.
كغيرها من عناصر التصميم الداخلي، تتوفر الإضاءة المعمارية بأنواع وتركيبات مختلفة، نذكر منها:
تعتبر الإضاءة الطبيعية من أشهر أنواع الإضاءة وأكثرها أهمية على الإطلاق. تعتمد شدة الضوء الطبيعي وخصوصاً ضوء الشمس على عدة عوامل أهما التوقيت سواء كان في الصباح أو العصر أو المساء وحالة الطقس واختلاف فصول السنة. في الظروف المثالية، يمكن لضوء الشمس أن يحلّ مكان الإضاءة المحيطية.
أمثلة عن الإضاءة الطبيعية: ضوء الشمس، النار، ضوء الشموع.
يطلق اسم الإضاءة المحيطية على الإضاءة العامة التي تنير الغرفة بأكملها وبمستوى وشدة واحدة دون التركيز على جانب أو زاوية محددة دون الأخرى. يمكننا الإحساس بالإضاءة الطبيعية حالما ندخل الغرفة في حال كانت منارة.
تتوفر الاضاءة المحيطة في أنواع مختلفة من وحدات الاضاءة. من أشهر أنواعها:
الاضاءة المعلقة بالسقف كالثريات أو نيونات، الاضاءة البارزة أو المخفية ضمن الغرف.
وحدات الاضاءة الأرضية التي يتم تغطيتها بغطاء شفاف وتوجه إضاءتها للأعلى باتجاه الغرفة.
الشمعدانات والأضواء الجدارية التي يتم توزيعها حول الغرفة.
عادة ما يتم إضافة هذا النوع من تصميم الإضاءة المعمارية إلى الإضاءة المحيطية، وتوجيهها على جزء أو مكان محدد في الغرفة لتساعدنا على إنجاز عمل محدد.
يختلف هذا النوع من الإضاءة عن الإضاءة الموجهة، فاستخداماته تتركز على مساعدتنا في إنجاز مهام معينة بدلاً عن إبراز القيمة الجمالية للبناء. يمكن استخدام أنواع مختلفة من الإضاءة لهذا الغرض، ولكن يشترط أن تكون مريحة للعين وتوفر رؤية واضحة للعناصر.
من أبرز الأماكن التي تحتاج إلى هذا النوع من الإضاءة:
أسطح العمل في المطبخ: عادة ما يتم تثبيت الإضاءة بالقرب من أسطح العمل أو فوقها، بالإضافة إلى المناطق القريبة من وحدات التخزين لتسهيل عملية الوصول إلى الأدوات المطلوبة منها.
زاوية القراءة وبالقرب من الوسائد المريحة المخصصة للجلوس والاستلقاء في غرفة المعيشة أو الغرف الشخصية، لتسهيل عملية القراءة والتصفح دون إلحاق ضرر بالعين.
أما المكاتب الشخصية، فهي أكثر الأماكن التي تحتاج لهذا النوع من الإضاءة التي تساعد على إنجاز الأعمال المكتبية بدقة وسرعة. يمكن استخدام اللمبديرات أو الإضاءة الموجهة المريحة للعين لهذا الغرض.
إن الإضاءة الموجهة هي الإضاءة التي يتم استخدامها وتوظيفها لتسليط الضوء على عنصر أو ديكور أو اكسسوار محدد ضمن الغرف أو مساحة المنزل، ولذلك لإبراز جماليته ولفت النظر إليه. من أهم أنواع الإضاءة التي تستخدم لهذا الغرض هي الحبال الضوئية والمسارات الضوئية الخطية، بالإضافة إلى الإضاءة المخفية بمختلف ألوانها.
من أهم عناصر الاكسسوار والديكور التي يتجه خبراء التصميم الداخلي وتصميم الإضاءة المعمارية إلى الاعتناء بها وإضاءتها:
اقرأ أيضاً: أهم أساسيات التصميم الداخلي وفن الديكور
تعتبر الإضاءة المعمارية الجمالية عنصر قائم بحد ذاته في التصميم الداخلي، وتزيد هذه الإضاءة من جمال المنزل وقيمته أيضاً. عادةً ما يتم إضافة الإضاءة الجمالية إلى أنواع الإضاءة الأخرى واستخدامها لأسباب مختلفة.
لا يجب أن يقتصر تصميم الإضاءة ضمن المنزل أو مساحة العمل على هذا النوع من الإضاءة فحسب، فالإضاءة الجمالية قد لا تكون كافية، أو لربما تكون غير مريحة في حال تم الاعتماد عليها وحدها، وليس بالضرورة أن تكون عملية. فالهدف منها ليس مساعدتنا على الرؤية بوضوح أو العمل وإنما إبراز جماليات المكان.
عادة ما يتم اختيار أنواع الإضاءة وألوانها التي تناسب ديكور المنزل. ويمكن للإضاءة الجمالية أن تستخدم الأضواء الموجهة أو المحيطية في الوقت نفسه، ومن أهم تطبيقاتها:
تحدد الاستجابة الطبيعية للضوء الطبيعي من إيقاع الدورة الدموية الخاصة بنا. بالإضافة إلى الإضاءة، تلعب درجة الحرارة والمحفزات الأخرى دوراً في إيقاعنا اليومي الذي يستمر لمدة أربعة وعشرون ساعة. من هنا تأتي أهمية الإضاءة في التأثير على صحتنا النفسية والجسدية.
أثبتت الدراسات أن الضوء يؤثر على الحالة المزاجية والتركيز بنسبة كبيرة، كما أن الإضاءة تلعب دوراً بارتباط الإنسان بمنزله ومساحته الشخصية. تساعد البيئة المضاءة بشكل صحيح على الإحساس بالانتماء والاسترخاء بالإضافة إلى تحسين مستوى الطاقة عند الإنسان.
أما من الجانب الصحيّ، فالإضاءة المريحة للعين تحمينا من الصداع وإجهاد العيد وحتى من الاكتئاب.
إن توفر كمية كافية ومعتدلة من الضوء يحسّن من حالتنا المزاجية ويعدل من مستويات الطاقة في أجسامنا. بينما تسبب الإضاءة السيئة بالاكتئاب والخلل في نظامنا اليومي، ويمكن أن تؤثر أيضاً على الشهية ومستوى الإنتاجية.
اقرأ أيضاً: كلّ ما تحتاج لمعرفته حول عمارة وتصميم الفيلا
يختلف تأثير اللون باختلاف عدة عوامل كشدة الضوء ونوعه، ولكن العنصر الأكثر تأثيراً في الإضاءة هو لونها.
على سبيل المثال، يمكن أن يقلل الضوء الأزرق من هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم، مما يجعلنا نشعر بمزيد من التنبيه. تصدر أغلب الأدوات التكنولوجية المنتشرة حديثاً هذا اللون كأجهزة الحاسوب وشاشات الموبايل والأجهزة اللوحية.
أما الاستخدامات الإيجابية للون الأزرق فتتمثل في المساحات العملية التي تستخدم للعمل والإنجاز كغرف الاجتماعات والمصانع والمطابخ الكبيرة.
تتوافق درجات اللون الأصفر مع ضوء الشمس عند المغيب، وهو وقت الاسترخاء. لا يعتبر الضوء الأصفر خياراً جيداً للمكاتب والمصانع وبيئات العمل التي تتطلب إنتاجية. أما استخداماته النموذجية فتكون في أماكن الاسترخاء أو المساحات الترفيهية كالمطاعم وغرف النوم والاستراحة.
ينصح خبراء تصميم الإضاءة المعمارية بالاعتماد على ضوء الشمس خلال النهار، وتجنّب التعرض للأضواء الباردة والزرقاء قبل النوم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم الاعتماد على الإضاءة الصناعية القوية التي تماثل ضوء الشمس خلال النهار. أما في الليل فينصح بالاعتماد على الإضاءة الصفراء أو الخافتة لمساعدتنا على الراحة والاسترخاء.
يتفق معظم المصممون الداخليون على أنّه كلما ازدادت شفافية الإضاءة كلما كانت فعاليتها أكبر. حيث أن التظليل الزائد للضوء يخفف من تأثيره.
من المتفق عليه أن تصميم الإضاءة المعمارية يعتبر أمراً حساساً وغايةً في الأهمية. لذلك، لمَ لا تحصل على هذه الخدمة من الخبراء؟ يمكن للإضاءة المعمارية المصممة بشكل جيد أن تقلب حياتك بالكامل.
نقدم في ديكوريوس، شركة التصميم الداخلي في دبي، خدمات التصميم المعماري وتركيبات الإضاءة ضمن المنشآت السكنية والتجارية والصناعية. تواصل معنا للحصول على الاستشارة أو طلب إحدى خدماتنا.